الدوري الممتاز2015م

الدوري الممتاز2015م
الاسبوع الخامس

الجمعة، 6 فبراير 2015

كما أفكر...أكرم حماد..تعثُر الهلال والمريخ.. الجانب المشرق من القمر,,,,7فبراير2015م

 

تعثُر الهلال والمريخ.. الجانب المشرق من القمر



هناك من ينظر خلفه فقط.. وهناك من ينظر تحت قدميه فقط.. وهناك من لا ينظر من الأساس.. والفئات الثلاث ينضوي تحت لوائها العديد من المشجعين وبصورة أدق الكثير من الإعلاميين الرياضيين.. ونتائج هلال مريخ بشكل عام وهذا الموسم بشكل خاص تُلخص المأساة.
تعادَل الهلال مع أهلي شندي في الاسبوع الاول من الدوري الممتاز فثارت ثائرة البعض.. كيف يفشل الهلال من جديد في الفوز على أهلي شندي.. وكأن الهلال يلعب ضد مجموعة من المراهقين الهواة وليس فريق له طموحاته وله إسمه في الدوري الممتاز.. وهذه الأمر له علاقة بالنظر إلى الخلف.. فالشخص الذي يستنكر تعادُل الهلال مع أهلي شندي في شندي يتعامل مع الأمور بمعايير التاريخ.. بمعايير الماضي.. فالهلال هو الهلال.. أشهر فريق في السودان وصاحب الكثير من الألقاب.. رغم أن التاريخ لا يلعب.. فلو كان التاريخ يلعب لما غاب منتخب مصر عن نهائيات كأس الأمم الأفريقية ثلاث مرات على التوالي وهو المنتخب الفائز بالبطولة سبع مرات ثلاث منها على التوالي في الفترة من 2006 وحتى 2010.. لو كان التاريخ يلعب لما كان إي سي ميلان يعاني في ايطاليا ولما غاب ليفربول عن مشهد التتويج بالدوري منذ عام 90.
الهلال يلعب في منافسة بها 15 نادي.. وجميع هذه الأندية لها طموحات.. هناك من يطمح في البقاء ضمن منظومة الدوري.. وهناك من يطمح لإنتزاع مركز رابع مؤهل للكونفدرالية.. وهناك من يطمح ولو على إستحياء بمزاحمة الهلال والمريخ على القمة.. مثل الأهلي شندي والخرطوم الوطني اللذان يُعتبران أقوى ناديين في الدوري الممتاز بعد الهلال والمريخ.. الطموحات مشروعة.. والأندية متطورة.. الأهلي شندي يتطور من موسم إلى آخر.. والخرطوم الوطني أضاف عدد من اللاعبين من بينهم محترفين أجانب.. ونفس الأمر ينطبق على الأندية الأخرى.. بالتالي فإن تعادُل الهلال أمام أهلي شندي في الاسبوع الأول ثم تعادُله مرة أخرى أمام الخرطوم الوطني في الاسبوع الثالث ليس بالأمر السيء.. بل يمكن النظر إليه بإعتبار أنه امر إيجابي لسببين
السبب الاول يتعلق بالمنافسة.. فمنافسة الدوري الممتاز ومنذ تأسيسها تدور في فلك (هلال مريخ).. وتعثُر الهلال أمام الأندية الأخرى ومعاناة المريخ أمام ذات الأندية في صالح المنافسة.. لأن الاندية التي تشاهد الهلال والمريخ يتعثران تعرف أن كرة القدم لا كبير فيها.. الكبير فيها هو الطموح والدوافع والعمل والمثابرة.. ويمكن إذا توفرت بعض الظروف أن يحقق فريق سوداني مثل الأهلي شندي لقب الدوري على طريقة الفتح السعودي.. بمعنى أنه يجب أن ننظر إلى الامام وليس تحت أقدامنا فقط ونحن نشاهد تعثُر ناديي القمة.. ففوز الهلال بالدوري لن يكون جديداً.. وحصول المريخ على اللقب ليس بالأمر المدهش.. فاللقب إذا لم يفز به الهلال يفوز به المريخ.. علماً بأن مشاركة الأول والثاني ايضاً في بطولة دوري الأبطال أفرغ المنافسة من مضمونها.. وبالطبع هذا الأمر من الإتحاد الأفريقي وليس من الإتحاد العام لأن هناك دول تشارك بناديين في الابطال والسودان من بين هذه الدول.
لهذا فإن الجديد هو دخول منافس ثالث على اللقب على الخط.. الجديد هو أن ننظر إلى الجانب الإيجابي من نتائج هلال مريخ السلبية.. الجديد هو أن نهنيء الخرطوم الوطني والاهلي الخرطومي والاهلي شندي على هذه النتائج وندعم الأندية الأخرى مثل الرابطة كوستي وهلال كادوقلي والأمل عطبرة.. لأن المنافسة أصبحت روتينية بسبب هيمنة (هلال مريخ) على الألقاب.
السبب الثاني يتعلق بالهلال نفسه.. فهذه النتائج (غير الإيجابية) يمكن النظر إليها بإعتبار أنها جاءت في توقيت إيجابي.. فالهلال مقبل على مباراتين مهمتين في الدور التمهيدي من دوري الأبطال.. وهذه النتائج ستكون بمثابة جرس إنذار لمدرب ولاعبي الفريق.. وقبل ذلك مجلس الإدارة.. وهو الأمر الذي يعني أن التركيز سيكون عالياً.. أو يجب أن يكون عالياً من خلال لقاءي الدور التمهيدي.. دون إستهتار بالمنافس.. لأن الإستهتار هو الخصم الأصعب.. بالتالي يمكن أن نقول رُب ضارة نافعة.. فربما إذا إكتسح الهلال أهلي شندي في شندي ثم فاز على الأمل بذات الثلاثية ثم جاء وفاز على الخرطوم الوطني.. ربما تحدث الإعلام الهلالي غير الواعي عن هلال مدريد وعن الهلال المرعب الذي سيفوز بدوري أبطال أفريقيا وسيشارك في كأس العالم للأندية وبل سيفوز بها.. وربما تغلغل الغرور إلى قلوب لاعبي الهلال ودخلوا إلى مباراة الدور التمهيدي لدوري الأبطال بثقة مفرطة.
أعود إلى تعادل الهلال مع الخرطوم وقبله تعادل المريخ مع الاهلي الخرطومي لأقول.. الدوري لا زال في بداياته.. الدوري طويل.. والحسم لم يعد من خلال مباراتي القمة كما كان في السابق.. الحسم من خلال جمع أكبر عدد من النقاط على المدى البعيد.. وفي الموسم الماضي خسر الهلال في الدوري.. ولم يخسر المريخ أي مباراة على الإطلاق.. ولكن الفائز باللقب كان الهلال.. وليس المريخ.. لأنه جمع عدد نقاط أكبر.. بالتالي لا بد أن يتحلى الجمهور بالصبر.. وبضبط النفس.. ولا بد ان ينظر الإعلام للجوانب الإيجابية وينتقد بهدوء وبعقلانية الجوانب السلبية.. وكلامي هذا يتعلق بإعلام الناديين الكبيرين.. فلا يُعقل أن يرفع الإعلام اللاعبين للسماء.. ثم يضرب بهم الأرض في اليوم التالي لمجرد نتيجة سلبية.. فكرة القدم لم تكن يوماً برنامج (ما يطلبه المستمعون)!

0 التعليقات:

إرسال تعليق